أدب

حاتم علي, المُختلف

في نهاية الثمانينات, التقيتُ بشاب ذي ملامح جدية، يكبرني بعامين لقاءً عابراً، لا يُسجَّل منه ما هو مهم, شاب مثلي, يشبهني باهتماماته, يفكر كثيراً ولا يقول ما لا يفيد. كان يقطن منطقة الحجر الأسود المتاخم لمخيم اليرموك حيث ولدتُ, وولدَتْ شريحةٌ من المثقفين والفنانين والمبدعين والمناضلين, لا اظن أن منطقة …

أكمل القراءة »

جدتي.. السنبلة العاشقة لحيفا..

وفي انكسارات إناء وردةٍ عاشقة.. في صباحات زمنها تنامُ أحلامها.. يا ابنة هذا الشرق خذي مني ما أعطتني  جدتي.. رواية من وقت ينزف على دموع اشتياقها، لكرمل يلفح هواءه وجنتيها وهي تفكك جدولة شعرها.. ولأنها في مثل هذا النيسان المنكوب رُحلت من بلدها مضرجة برعب المذبحة.. وأمام هول ما لم …

أكمل القراءة »

محمود درويش معجزة شعرية.. لا تنتهي.

قراءة في ديوان “لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي” بعد مسيرة محمود درويش الشعرية، والنضالية، والإنسانية، يمكننا اعتباره معجزة الشعر التي ،ربما، لن تتكرر، عبر ما استجمعته من موهبة صافية، وثقافة واسعة ومتنوعة، واكب فيها التطورات الأدبية، والفكرية، والسياسية، على الساحة العربية، والعالمية، وعقائد متعددة، شكلت أهمّ معالم شخصيته وفكره، …

أكمل القراءة »

المخيم.. فلسطين الصّغرى في المدن الكبرى

المخيم، غابة من الإسمنت والصفيح.. شوارع تضيق وتمتد، تتطاول كلّما طال سعيُ الساكن في بحثه عن ذاته في زبد ذوات تتطلع إليه امتزاجاً في حين، إحلالاً في الأعم.. المخيم لساكنِه إحدى نقطيين، وترٌ شدّه المنفيّ في ساحة البيت ظل يسحبه إلى وتد الخيمة.. المخيم مريميّة في كأس شاي يحتسيه الزمن …

أكمل القراءة »

لا مكان للطغاة في تراث محمود درويش.

يستفزني، ويثير اشمئزازي، مواظبة عدد من “المثقفين” وسواهم، سوريين وغير سوريين، على إبراز تغنيهم بأشعار درويش، ونشر مقاطع من قصائده على صفحات الـ (فيسبوك)، وقيام بعضهم بإظهار حبّهم للشاعر وسيرته الإبداعية، دون أن يُفوِّتوا الاحتفاء به في ذكرى وفاته أو ميلاده. وفي الوقت ذاته، يجلسون في حضن نظام الطاغية بشار. …

أكمل القراءة »

سميرة عزام: أو البحث عن النقاء

 صادق في ذهني أن إيقاعات الأدب والفن والتصوف والفلسفة الذاتية إنما تصدر عن حساسية باطنية تستهدف الاستنكاف المتعالي، أو الصعود فوق المياوم الوضيع باتجاه الديمومي الرفيع. وما من ريب في أن النص الذي ينجز هذه المهمة الجليلة هو أدب معياري، أو عظيم القيمة وخطير الشأن، لأنه شديد القدرة على صقل …

أكمل القراءة »

أمنيات

منذ أيام ومنذ ألف عام أفكر بكل الأشياء ماذا لو أجريت تعديلا طفيفا تخيلي لو تحررنا من الفيزياء لننجو من القوانين الغبية لتساقطت كل الورود براحتيك وتخيلي لو أن كوكبنا أصغر قليلاً ما حاجتنا لجهات أربعة يكفي أن يكون للأرض جهة واحدة تكفينا جهة واحدة فقط نسميها مثلا جهة الحب …

أكمل القراءة »

صابرة.. والزيتونة

ّيرسم الحلم بأنامله الذهبية، فيتوهج القمر بأغنية حب… يتراقص معها الصباح، يغادر سريره، ويرتشف قهوته السمراء. تصحو ذاكرته على ليالٍ أشبه بوطن.. مر بها.. أو منها عبَرَ. يسبقه ظله وعلى مقعد خشبي يرمي بتعبه، على الناحية الأخرى شجرة حور تتقاطع مع بيت صغير! يقفز فجأة ويسرع إليه، أسلاك تحيط به …

أكمل القراءة »

حكاية من مخيم الوحدات.. من أصل الحكايات

الله.. وحدات.. القدس عربية. أوه يا مخيم ارفع راسك في نادي الوحدات.. تعيش جماهير الوحدات في هذه الأيام فرحة الظفر باللقب السابع عشر في دوري المحترفين الأردني لكرة القدم. نادي الوحدات الذي نقش اسمه بحروف من ذهب بطلاً صريحاً في البطولات المحلية، ونداً مرعباً في البطولات الخارجية، رغم سوء الطالع …

أكمل القراءة »

من وصايا فصل الغياب

كالفصول الأربعة ينقشون العمر أحلاماً وواحاتٍ ظليله عجنوا ضحكاتهم لحنا بزخات دمي واستفاضوا كالشذى في دفء أنفاسي وفي روحي العليلة يرسمون النجم ميعادا لاعراس الطفولة قرأتْ أحداقهم في جبهتي كلّ أساريري أدركتْ فحوى انحساري في رصيف الحزن يحدوني إباء الروح في جسدي وأخفي ذلّ أيامي بآهات طويلة عانقوا كلّ أمانيّ …

أكمل القراءة »