عمل نحتي للفنان خالد جازية

نحن

نحن الذين نجونا من المجزرة
وعشنا الخراب الكبير
وشاهدنا البلاد مدمرة
وفي كل صباح كنا
نلملم أجزاء أشلائنا المبعثرة
نطل على حافة الحلم
ننتظر الفجر الحقيقي الأخير
نطل كي لا ننسى
أن الأمل ضوء
وأن الصباح قادم حتى لو تعفن الكون
وسقطت البلاد على رقبتنا مقصلة
*
نحن الذين انتظرنا انجلاء الليل الطويل
لنغني للفرح
يوم الفرح الكبير
سرقتنا طوابير الانتظار
أيقظتنا المرآة وصرخت :
أنتم المنسيون من ذاكرة التاريخ
من رحمة الله
من حكايات الجدات لأحفادهن
في زمن الرماد القادم
يوم يتحدثن عن الخراب الكبير
عن الذين غرقوا
عن الذين وصلوا واندمجوا
عن الذين وصلوا وانتحروا
أو ماتوا من القهر والحنين
يوم يتحدثن عن الذين تسلقوا
عن الذين قتلوا
أو صاروا أحياء منسيين
سيثرثرون كثيرا عن الشباب التائه
عن صبايا حائرات
ولن يذكروا في قصصهم أطفال يبكون إن شاهدوا ابتسامة الكبار
*
نحن الذين بقينا هنا
كي تحتفظ أرصفة الطريق بحكاياتنا القديمة
كي لا تنسى وقع أقدامنا شوارع المدينة
كي لا نضيّع الطريق الوحيد للقدس أو لمجد آرام
كي لا نضيع طريق الله والحقيقة
*
نحن الذين احتفظنا بقصة دليلة
إذ تقص شعر شمشون
فيصبح خنيثاً
ونضحك بجنون
من طوابير الذل في بلادنا المنسية
ولنا أسئلة كثيرة
لو كان للإنسان رأفة الوحوش هل بقينا نحن الأحياء الأموات في هذه المدينة؟
لو كان الإنسان ظل الله على الأرض فمن هو الشيطان إذاً؟
نحن الذين نجونا من الموت
لنحمل أسرار من رحلوا
كي لا تبق الأسئلة معلقة
*
أيها الوجع الساكن في ثنايا الروح
أيتها الحياة البخيلة علينا
متى يأتي الموت؟

عن زياد سقيرق

شاهد أيضاً

تداعيات حرب 2023 / 2024: تداعيات ضمير المخاطب

وأنت تتابع ما يكتب عن حرب غزة، في الصحيفة أو على الفيسبوك تتساءل إن كانت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *