النجوم- فنسنت فان غوخ

من وصايا فصل الغياب

كالفصول الأربعة

ينقشون العمر أحلاماً

وواحاتٍ ظليله

عجنوا ضحكاتهم لحنا بزخات دمي

واستفاضوا كالشذى

في دفء أنفاسي

وفي روحي العليلة

يرسمون النجم ميعادا لاعراس الطفولة

قرأتْ أحداقهم في جبهتي كلّ أساريري

أدركتْ فحوى انحساري

في رصيف الحزن

يحدوني إباء الروح في جسدي

وأخفي ذلّ أيامي بآهات طويلة

عانقوا كلّ أمانيّ

وهاموا

كالفراشات على وهج دمي

نادموا صحوي

وهزوا جذع أشواقي

فصار العمر أوراقاً

تداعت في خميلة

*********

كالفصول الأربعة

لامستْ أنسامهم قلبي

فعانقتُ المدى

حاصرت أصواتهم صوتي

فأدمنت الصدى

لاطفوا حزني

ففرتْ من خوابي الروح أوجاعي

وأغفى الفجر مخمورا

على أشلاء أشعاري

فمن يوقظ فجر العمر

إن صاحت مواجيدي ؟

ومن يعصر خمر الحزن

إن طابت عناقيدي؟

فرفقاً بارتعاش القلب

يا أبهى فيوضاتي

ورفقاً يا جذور العمر

إن أشرعت في ذا الليل أوجاعي

وشح النور مخنوقاً بمشكاتي

*********

ذات يوم

أظلمت كل الفصول

وجمتْ مثلي

سوى فصل الغياب

قال لي:

هذا ربيع الحزن

فاعبق من عرار الروح

ما بعد احتضاري من عرار

ضمّني

إني أداري شح أنفاسي

لا تدع عينيك تنسابان في وجهي

ولا تطفئ نهاري

أبصرت روحي شظايا النور

فانهار انتظاري

أبصرت عيناي خلف الليل ومضاً من سنا

فلعلي قابسٌ جمر خلاصي

ولعلي حاملٌ شمس النهار

لست من غنى على قيثاره

لست مسحورا ولا سارق نار

آثر الله جناحيّ

فلا تبتئس عيناك من فرط اصفراري

فتمتع من شميمي يا أبي

من وهج ناري

هاك مني ذكريات الشوق

خذ زهوي وألعابي

وخذ مصاصة الحلوى

وأثوابي

كل ماء الكون معكور

سوى صفو جراري

طافح جرحي كما جرح أبي

راعف ظلي كما صمت أبي

فوداعاً

يا أبي

يا إخوتي

يا عطر داري

يا فصولا ترتدي عمري

وتحيا في دثاري

ما لهذا العيش في نفسي

مكانٌ

من قرار

عن حسن النيفي

شاهد أيضاً

هنادي زرقة.. بصمة حداثية جديدة.. خارج الرتابة والمألوف الشعري النسوي.

لكل أدب طبيعته الخاصة، ولكل لغة شعريتها التي تحقق لها الاختلاف والتمايز، من سواها، ويتحقق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *