سهرة مع إلياس خوري وروايته ” رجل يشبهني ” -القسم الثامن-

XXI

جدل مع آدم دنون وخالقه: الخمريات في الشعر العربي

قلت،  من قبل، وأنا أدرس الجزء الثاني من “أولاد الغيتو: نجمة البحر” إن آدم درس الأدب في جامعة حيفا، وقلت إنه صار يكتب عموداً أسبوعياً في جريدة إسرائيلية عن الموسيقى الشرقية، وفي تناول الجزء الأول من الثلاثية وردت كتابة عن طه حسين وكتابه  “في الشعر الجاهلي” جعلت دارسيها يتساءلون تساؤل كاتبها إلياس خوري نفسه إن كان ما يكتبه رواية أم دراسة أم سيرة، وقد كتبت من قبل ثلاثة مقالات عن إشكالية تجنيس الرواية. هل انتهى جانب البحث والدراسة في الجزء الثالث؟

حفل الجزء الأول بتناصات مع الأدب العبري أكثر مما حفل الجزء الثاني، وامتلأ الجزء الثاني بأكثر مما ورد في الجزء الثالث، وقد أتيت على هذا حين كتبت تحت عنوان  “الأدب الإسرائيلي وحضوره في الرواية” متوقفا أمام الكاتب الإسرائيلي سامي ميخائيل.

لم تقتصر خصيصة الدراسة في الجزء الثالث على حضور الأدب الإسرائيلي وحسب، فقد عاد آدم ومن ورائه إلياس ليتحدث عن شياطين الشعراء وليبدي آراء في بعض الكتب ومنها رسالة ابن شهيد الأندلسي  “التوابع والزوابع” وليتحدث عن الوقوف على الأطلال.

ما كتبه إلياس تحت عنوان  “وادي الهمس” جعلني أدون الملاحظة الآتية: “تحول الرواية في صفحات منها إلى دراسة في تاريخ الشعر وشياطين الشعراء”. وكان آدم نفسه لاحظ ما سبق فقال: “ما هذه الدوامة؟ هل أنا أمام تاريخ أدبي أم أمام  “حديث خرافة”؟”.

ما لفت نظري أكثر مما سبق هو ما كتبه إلياس تحت عنوان  “بلا موعد” وأتى فيه على لسان آدم على الخمر في الشعر العربي. لنقرأ الفقرة الآتية: “بحثت عن الخمريات في الشعر، رافقت الأعشى وأبي (وأبا) نواس والأخطل وديك الجن الحمصي. لكنني تعبت من الماضي ، أريد شعراً حديثاً ومعاصراً يشبه حياتنا، فلم أجد أحداً، بلى وجدت شاعراً واحداً هو الأخطل الصغير (بشارة الخوري) الذي كانت قصائده طرباً للروح. وخطر في بالي سؤال يبدو ساذجاً للوهلة الأولى، وهو لماذا توقف العرب عن كتابة الخمريات؟”.

ويواصل إبداء رأيه في الشعر العربي القديم وموضوع الخمر وحضوره في القصيدة ذاكراً أيضا الشعر الصوفي “فالشعراء المتصوفون جعلوا الخمر كناية عن الروح، بينما جعل شعراء الخمرة من الروح جسراً إلى اللذة”.

ويكرر آدم سؤاله: “صحيح، لماذا تخلى الشعراء العرب في زمننا عن نوع أدبي استنبطوه من أعماق تجربتهم؟”.

ولا يكتفي آدم بما سبق فيتوقف أمام رأي قدامة بن جعفر في الموضوع، ويتساءل هو الذي كتب عن راشد حسين: “لماذا مثلاً لم يكتب راشد حسين الذي مات مخموراً، عن تجربته مع الفودكا والنبيذ؟.

ويتلذذ آدم بذكر نماذج من شعر الخمر كتبها الأخطل الصغير.

السؤال الذي أثاره آدم بخصوص راشد حسين يمكن أن يثار بخصوص الشاعر المفضل لدى إلياس خوري نفسه وهو محمود درويش؟ وكان يمكن أن يقدم لنا إجابة. حقاً لماذا لم يكتب شعراء الأرض المحتلة ومعين بسيسو معهم قصائد في الخمر، علماً بأن أكثرهم احتسوها؟. الإجابة لا تحتاج إلى كثير تفكير عموماً، والشاعر الوحيد الذي كتب في الخمر، في حدود ما قرأت، هو فوزي البكري في ديوان  “صعلوك من القدس القديمة” 1982. \ن المؤكد أن ما توصل إليه آدم في هذا الجانب مرده إلى عدم قراءته الشعر العربي الحديث كله، فالشعر هذا عرف قصائد خمريات ترقى إلى رباعيات الخيام وقصائد أبي نواس والوليد بن اليزيد وشعراء الخمر في الجاهلية وقصائد الأخطل الصغير.

عندما أصدرت كتابي  “الصوت والصدى: مظفر النواب وحضوره في الأرض المحتلة” (1999)، أتيت على اختلاف موضوعاته عن موضوعات محمود درويش وذكرت أن مظفر نوّع في الموضوع أكثر من درويش، فهو كتب في الخمر. ويومها لم أكن قرأت قصائد مظفر كلها في موضوع الخمر. لو لم يكتب مظفر سوى  “رباعيات” و “باللون الرمادي” في موضوع الخمر لكفى، علماً بأنه كتب الكثير.

أورد إلياس خوري في  “رجل يشبهني” أبياتاً للأخطل الصغير منها:

“يشرب الكأس ذو الحجى ويبقي  /

لغد في قرارة الكأس شيا  /

لم يكن لي غد فأفرغت كأسي  /

ثم حطمتها على شفتيا  /

أأنا العاشق الوحيد لتلقى  /

تبعات الهوى على كتفيا”.

ويكتب مظفر النواب:

“يا جنة مر فيها الله ذات ضحى

لعل فيها نواسيا على قدحي

فحار زيتونها ما بين خضرته

وخضرة الليل والكلمات والملح

لقد سكرت من الدنيا ويوقظني

ما كان من عنب فيها ومن بلح”

ويقول في قصيدة  “عتاب “:

“سلام يا ندامى الأمس إني محال أن أفرط بالندامى

إذا ما تمرة علقت بأخرى فلن أملأ لغير العشق جاما

فإن أخذت لسلطان تروسي فلم يملك من الطرب الزماما

فما قدمت كأسي بل تناهت تناهي الشيب يضطرم اضطراما

وذا طبع الخمور ومدمنيها وتسلك في الملامة أن ألاما”.

أليس هذا الشعر خارجاً من رحم قصيدة الخمر في الشعر العربي؟.

XXII

تشابه الحكايات: امرأة الكلب

تحت عنوان  “الحكاية الأخرى” يكتب إلياس عن آدم دنون وعلاقته بجوديت الأمريكية، وقد أتيت عليها من قبل وأنا أكتب تحت عنوان  “من أنت؟”.

ما لم أكتبه من قبل هو نعت ناحوم هيشرمان اليهودي الإسرائيلي شريك آدم في مطعم  (بالم تري) لها بـ “امرأة الكلب”، وأصر على تسميتها بهذا، وكان لناحوم صديقة أمريكية أيضاً اسمها كيت ولا نعرف أنه اختلف معها. وجوديت، أو امرأة الكلب هذه، ولدت في البرونكس وتعمل مدرسة للأطفال وكانت تزوجت من بائع مفروشات تركها مع عاهرة التقى بها في أحد البارات.

الفرق بين آدم وناحوم هو أن الأول لم يستطع التخلص من ماضيه ليعيش حاضره وكان هذا سبباً من أسباب ابتعاد جوديت عنه، ويختلف عنه ناحوم الذي نسي ماضيه في إسرائيل وعاش حاضره.

قصة لقاء آدم بجوديت قصة غير غريبة في البيئة الغربية عموماً، فحين تكون المرأة وحيدة تصطحب كلبها وتخرج تتنزه، وقد يكون الكلب فاتحة حديث مع شخص آخر. يقترب الكلب من الكلب فيتقارب صاحباهما ويتحدثان وهذا بدوره يقود إلى علاقة ما، وحدث شيء شبيه بهذا مع آدم المأزوم. أراد أن ينسى الماضي ليصبح إنساناً مختلفاً فلم ينجح، وحين ذهب إلى الحديقة التقى “بهذه المرأة التي تجمع النعومة والبراءة بمصادفة الكلب، كانت تجلس وحيدةً مع كلبها في حديقة واشنطن سكوير “وبدأت علاقته بها عندما لاطف كلبها، مع أنه لم يكن يحب الكلاب: “وجدت نفسي ألهو مع كلب جميل يلتمع جلده البني في حديقة ملأى بالثلج. امرأة في الأربعين وجدت في رجلها”. هي التي كرهت الرجال لأجل زوجها السابق الذي حطم كبرياءها قبل أن يحطم قلبها، وكانت سفينة آدم التي أراد أن يعبر بها إلى نيويورك. فهل ينجح هو الفلسطيني الذي يعيش أسير ماضيه وغير قادر على التحرر منه؟

لم يستمر حبهما لأسباب ذكرت قسما منها ولكونه من وجهة نظرها، كما أقنعت نفسها، مزاجياً ككل الكتاب، عدا أنها لم تصدق حكاياته، مثلها مثل أستاذه ياكوب حين روى له أنه من الغيتو.

حكاية جوديت وكلبها واحتساء النبيذ ذكرتني بقصة قصيرة كتبتها تحت عنوان “كأس نبيذ حزنا على موت الكلب” ونشرتها في جريدة الأيام الفلسطينية في 1996، ثم أدرجتها في نص  “خربشات ضمير المخاطب” 1997 .

في العام 1990 / 1991 أقمت في بون ما عائلة ألمانية تملك كلباً. كانت السيدة جيردة تخرج كل صباح في جولة تتريض وتحضر للأسرة الخبز الطازج، وحين نجلس على مائدة الإفطار؛ زوجها وابنها فيلكس وأنا، تقص علينا عن لقاءاتها بالنسوة، وكان كلبها وكلب المرأة التي تحدثت معها سبب الحديث والعلاقة. عندما مات الكلب أحضرت زجاجة نبيذ وشربنا بالمناسبة، ولقد أكثر آدم من شرب النبيذ مع جوديت حتى ليمكن القول إن رواية “رجل يشبهني” تحفل بالكتابة عن الخمر، الموضوع الذي شكا آدم من نقصانه في الشعر العربي المعاصر. هذا الموضوع يكثر منه الكتاب العرب الذين يقيمون في الغرب أو في المغرب ويكثر آدم من احتسائه ويكتب عن أنواعه.

غير أن تشابه حكاية آدم مع جوديت يتشابه مع حكايات مصطفى سعيد الشخصية المحورية في رواية الطيب صالح “موسم الهجرة إلى الشمال” (1966)، فكلتا الشخصيتين؛ آدم وسعيد، محكومان بالماضي والعيش فيه، ولذا لم تستمر علاقتهما بالمرأة الغربية. صحيح أن آدم أراد علاقة ولم ير في جوديت شمالاً يجب الثأر منه بسبب ما جرى معه، وهو ما كان يراه مصطفى سعيد الذي أراد أن يثأر من عشيقاته لاستعمار بلدهن بلده، ولكن ثمة تقاطعات أبرزها أن كليهما لم يستطع نسيان الماضي.

ضجرت جوديت من آدم حتى إنه نفسه أحس بهذا وتساءل: “ما علاقة هذه المسكينة بالصراع على لغة آدم! لكني شعرت بأن كلمة فلسطيني على لساني كان لها نكهة البرتقال، فجأة أحسست بأن جبلاً انزاح عن كتفي، كان يجب أن يظهر لي هذا العفريت في منامي، كي يأخذنا إلى أول الأول، ويطلق لساني، ويعيدني إلى لغتي”.

عندما كنت في ألمانيا أتحدث مع بعض الألمانيات عن القضية الفلسطينية كن يشعرن بالضجر ويسألنني إن كان العالم كله ينحصر في فلسطين.

تتشابه حكايات كثيرين ممن ذهبوا إلى الغرب ليدرسوا؛ تتشابه حكاياتهم في علاقاتهم مع المرأة والنبيذ و.. .

ما لم يكتب عنه حتى اللحظة في الثلاثية كلها هو صورة أميركا فيها، بخاصة مدينة نيويورك التي أقام فيها آدم ودرس إلياس خوري في جامعاتها وأتى على قصة راشد حسين هناك.

……

استدراك (نشرت في الأيام 22 كانون الثاني 2023 . https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=15c5dca2y365288610Y15c5dca2 )

على خُطى إميل حبيبي: إلياس خوري والكتابة عن المكان الفلسطيني

أعادتني روايتا إلياس خوري «رجل يشبهني» 2023، ووليد الشرفا «ليتني كنت أعمى» (2019)، إلى خمسة عقود ونيف.

في 1969، كتب غسان كنفاني «عائد إلى حيفا» ودارت أحداثها في حيفا ويافا. عاد غسان إلى عام النكبة وصور خروج الحيفاويين من مدينتهم مجبرين. عندما صدرت الرواية ووصلت إلى حيفا قرأها إميل حبيبي فدفعه الفضول إلى تتبع مسيرة خروج الحيفاويين فيها، وبدلاً من أن تقوده خطاه إلى الميناء قادته إلى جبل الكرمل. لم يقم كنفاني في حيفا، فقد ولد في عكا وتعلم في يافا ولجأ وأهله، في1948، مجبرين إلى العالم العربي. كان يومها في الثانية عشرة، وعندما كتب عن حيفا اعتمد على حكايات سمعها. كان فعل حبيبي يمس علاقة الكاتب بالمكان الذي يكتب عنه، وعندما كتب «اخطية» التي تجري أحداثها في حيفا، كتب عن مكان يقيم فيه، فإذا ما تشكك من موضع استقل سيارة وذهب إليه للتأكد من موقعه.

في الأعوام الأخيرة، تناولت روايات كتبها مؤلفوها عن أمكنة لم يقيموا فيها ولم يروها، ولو من خلال زيارة عابرة، معتمدين على ما يزوده بهم عنها معارف لهم يقيمون فيها، وتناولت أيضا روايات كتبها مؤلفوها عن أزمنة لم يكونوا شهودا عليها.

ما كتبته، أثار جدلاً مع الروائيين وبعض النقاد، فقد كان لهم رأي مغاير لرأيي ولآراء نقاد قبلي طالبوا بأن يلتزم الكاتب في كتابته الرواية ببيئته التي عاش فيها وألا يكتب عن بيئات لا يعرفها. ظل الموضوع يشغلني، ولأنني لا أريد أن أزيد من خصومي فقد أخذت أبدو ليبراليا وأكتب «وهذا ما أراه وهو لا يلزم أحدا وقد يرى غيري غير ما أرى».

في الأسابيع الأخيرة، قرأت روايتي خوري والشرفا المذكورتين، وجرت بعض أحداثهما في نابلس.

عاش الشرفا في نابلس سنوات دراسته الجامعية، ولم ير إلياس المدينة. قلت لأمتحن كتابتهما عن المكان كما امتحنت كتابة ابن القدس عارف الحسيني في كتابته عنها وكتابة حسن حميد الفلسطيني المقيم في المنفى وواسيني الأعرج الجزائري عنها، وهما يوم كتبا لم يكونا زارا المدينة.

الموضوع في النهاية أدبي القصد من ورائه فحص مقولة نقدية للتثبت منها.

وأنا أقرأ رواية الشرفا لفت نظري أنه يكتب عن حارة النصر في نابلس ويكرر الاسم، ولأنني من المدينة، ولم أسمع بهذه الحارة من قبل، فقد أخذت أسأل أبناءها للتأكد، بل و”غوغلت” – وهذا الاشتقاق من مفردة (Google) ورد في رواية إلياس المذكورة – غوغلت لعلني أعثر بين حارات نابلس عن حارة النصر، فلم أجد حارة بهذا الاسم. هناك شارع النصر لا حارة النصر، والتمس بعض من سألتهم، للروائي، العذر بأنه يقصد شارع النصر، فـ “مشيها” ولا تجعل من الحبة قبة.

إلياس خوري لم يزر نابلس ولم يتجول في حاراتها، ولكنه كتب عنها، كما كتب العراقي علي بدر والجزائري واسيني الأعرج عن القدس قبل أن يزوراها، معتمدين على ما قرآ في الكتب والروايات وما شاهداه في مسلسلات أو عبر رحلتهما فيها وهما «يغوغلون» في خرائطها، ومثلهما أيضاً الفلسطيني حسن حميد.

والصحيح أنني لم أرغب في إثارة خصومة مع إلياس المدافع الشرس عن القضية الفلسطينية والحاصل على جنسيتها والصديق لكتابها وشعرائها والراغب، كما ورد في روايته أن يموت فلسطينياً. ولكني من باب متابعة مقولة محمد نجم في كتابه فن القصة؛ الخاصة بالبيئة التي يكتب عنها الروائي، أردت أن أتابع موضوع علاقة الكاتب بالمكان الذي يكتب عنه لأرى مدى دقة الكاتب في وصفه. هل استطاع أن يكتب عنه وأن يصفه كما هو على أرض الواقع؟

لقد لاحظ بعض دارسي صورة القدس في كتابات الأدباء اليهود الذين كتبوا عنها، دون أن يزوروها، أنهم رسموا لها صورة مستوحاة مما قرأوا لا الصورة الحقيقية التي هي عليه.

خوري كتب عن اللد في 1948 وحيفا ويافا بعد هذا التاريخ وكتب عن جنين ومخيمها ونابلس وحلحول، ولم يكتف بذكر المكان، إذ وصف بعض الشوارع والأماكن والأحياء وكتب عن العادات والطعام واستخدم لهجات خاصة أحيانا، ففي كتابته عن نابلس أتى على شارع النصر وحارة الياسمينة وحوش العطعوط وشارع فيصل والمقاطعة، وأتى أيضاً على الكنافة والحلاوة والزلابية، وأنطق الشخصية النابلسية باللهجة النابلسية دون أن يدخل كلامها في مياه نهر (ليثي) فيحوله -أي كلامها- من العامي للفصيح. فهل كان موفقاً تماماً؟

الإجابة عن السؤال تتطلب مساحة واسعة ولكني تمنيت لو أنه عرض مخطوط روايته على شخصيات تقيم في المدينة ولها نظرة في جنس الرواية، فلربما قدموا له بعض مقترحات تجعل الرواية الممتعة أكثر اكتمالاً.

عن د.عادل الاسطه

شاهد أيضاً

تداعيات حرب 2023/ 2024: تـداعـيـات قـراءة روايـة ابتسام عازم «سفر الاختفاء»

عندما كتبت عن يافا نبهني بعض القراء إلى رواية ابتسام عازم «سفر الاختفاء» (2014). وعندما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *