st. Raad Khazem – Jaffa – Palestine Address: العنوان : “شــارع رعــد خـازم – يــافــا – فــلــســطــيــن”

في الذكرى 74 لاحتلال فلسطين..

وأنا أتابع الأخبار الأولية القادمة من الأرض المحتلة عن العملية الفدائية البطولية التي وقعت مساء أمس في قلب مغتصبة تل أبيب والمقامة على اراضي الشيخ مؤنس العربية وقرى عربية محتلة من يافا.. وعندما بدأ ذكر موقع العملية في ما يسمى (ش. ديزينغوف).. أعادني ذلك الاسم النكرة الاحتلالي إلى مسلسل رأفت الهجان أشهر المتجسسين العرب في قلب الكيان، بعد وصوله يافا المحتلة، وعندما عرض عليه فتح مكتبه السياحي في ش. ديزينغوف الصاخب الاقتراح الذي جرى في مكتب محاميه ( ضابط الموساد ازرع ) الذي يقع مكتبه في طريق متفرع عن ش. ديزينغوف. تولدت غصة في القلب وتألمت بسبب تلك الأسامي العبرية وغياب أسماءنا وأسماء رموزنا الفلسطينية العربية.

جعلنا رأفت نتخيل شوارعنا ونجعل منها أسامي عربية .. وجعلتنا عملية الفدائي البطل رعد نتذكر مقهى (كاسيت)، الذي كان يرتاده الهجان .. وكيف سيرجع مقهى المنشية أصيلا في يافا والهدار في حيفا .. ومقاهي عكا تعج بروادها.

من رفح للناقورة الله محيي شوارعك يا بلادنا المعمورة..

 وحياة غربتنا يلي ما ينفع فيها دوا .. ما ينفع فيها الا الحبايب والسهر بديارنا .. يا ريتني أعانق عتبتك يا دارنا ونام فوق بساط وحصيرة ربيوا عليها كمشة صغار من عكا للطيرة وبمخيم جنين وإربد واليرموك والأمعري في البيرة.. النا السما والنا الدار.. زيتونتنا وكروم التين والعنب وبساتين التفاح والصبر الذي أكل منه أحرار معتقل جلبوع الست عندما تحرروا من سجنهم.. النا مينا والكراجات بحيفا ويافا والنا جبال الجليل والخليل وعين العذراء في الناصرة وأسوار عكا ومطار اللد وقلندية.. النا كل الشوارع وبأسمائنا التي نحلم بها .. شوارع بأسامي عربية بأسماء أبطالنا ورموزنا.. فالشارع الذي أسموه ديزينغوف سنعيد تسميته باسم ( ش. رعد خازم ).. وما يسمى عابر إسرائيل سنسميه ش. دلال المغربي.. وطريق القسطل القدس.. سنسميه باسم أمير القدس الشهيد عبد القادر الحسيني الله محيي شوارعك يا بلادنا المعمورة ، يا دارنا يلي كانت خضار وعامرة..

تلقى الخيل العربية تصهل في البرية.. دون لجام

مخيم جنين عش الدبابير.. هكذا أطلق كيان العدو عليه في انتفاضة الأقصى.. عندما نفذ عملياته وفشل في كسره.. وكان المخيم يكسر الطوق كلما اشتد ويظهر احد دبابيره فجأة في قلب الأراضي المحتلة ليفجر غضبه وثأره في الإحتلال بعمليات فدائية بطولية.. مخيم جنين الذي شكل حالة فريدة من الوحدة الفلسطينية بين جميع الفصائل.. هذه الوحدة التي عجزت عنها قيادات كل الفصائل حتى هذا اليوم.. قامت على اثر ذلك  سلطات الإحتلال بإعداد جيشها والإعلان عن اقتحام المناطق الفلسطينية المحتلة عام 67 تحت شعار السور الواقي ومنها جنين التي تفردت بها واستبدلت بها قواتها أكثر من مرة بسبب عجزها عن دخول المخيم الذي قاد معاركه الشهيد أبو جندل أحدر مرتبات أجهزة أمن السلطة وقائد كتائب شهداء الأقصى إحدى أذرع حركة فتح العسكرية والذي اختارته الفصائل ليكون قائدا لمعركة المخيم .. وقائمة كبيرة من الأبطال الذين دافعوا حتى الرصاصة الأخيرة عن المخيم.. الشهيد البطل زياد العامر الذي كان في الجبهة الأمامية واستشهد من مسافة الصفر بعد تفجيره دبابة للاحتلال للمخيم وقائداً لقاطعها وهو من قادة كتائب الأقصى وجهاز الأمن الوقائي.. والشهيد محمود الطوالبة قائد سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي الذي ظن العدو بعد وصوله الى بيته أنه نال منه فتفجر بيت الطوالبه بهم موقعاً 13 جندياً قتيلاً في صفوف العدو والشهيد أبو حلوة قائد كتائب القسام التابعة لحماس.. أسبوعين قاتل المخيم وسط  قصف هستيري وعدوان جنوني على مخيم لا تتعدى مساحته 1كم مربع .. ولم يلقي المخيم سلاحه ولم يحني ابناءه رؤوسهم رغم نفاذ الرصاص والماء والطعام ..

لنمحو ديزينغوف من الوجود.. ونعيد للدنيا هويتها

في ذكرى ميلاد واستشهاد القائد الشهيد عبد القادر الحسيني الذي خانه العرب في مثل هذه الأيام، مانعين عنه السلاح  وفي ذكرى معركة مخيم جنين. الأسطورة . ومع اقتراب ذكرى استشهاد ابي جهاد.. وفي ذكرى ميلاد غسان، من قرع جدران الخزان وقال : “إحذروا الموت الطبيعي .. و لا تموتوا الا بين زخات الرصاص”.. في شهر الشهداء.. في نيسان وليالي رمضان في نيسان 2022 انطلق رعد من مخيم جنين .. رعد الذي ولد في عام توقيع أوسلو المشؤومة والتي جاءت بعد تشتيت قوات الثورة من لبنان الى العديد من الدول العربية التي حاولت خطف القرار الفلسطيني بمؤتمرات عالمية.. فكانت ولادة أوسلو المشوهة وسط تشويه وتآمر كانت مستهدفة به فلسطين وقضيتها وثورتها وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية (الممثل الشرعي والوحيد للكيانية الفلسطينية) وعلى حركات تحررها الوطنية انطلق رعد قابضاً على سلاحه رافضاً حلول التصفية محافظاً على ارث الشهداء.. شهداء عائلته فأخواله أبناء الفتح ( رصاصة الثورة الأولى ) خاله ابو العواصف قضى شهيداً في لبنان وخاله ابو السعيد من مجموعات الفهد الأسود من أذرع فتح العسكرية ابان الانتفاضة الأولى المجيدة عام 1987 واستشهد محافظاً على دروس والده العقيد في أجهزة الأمن الفلسطينية، دروس النضال والتعبئة الوطنية والثورية وهو السلوك الفطري لأجهزة الأمن الفلسطينية التي قادت انتفاضة الأقصى وكانت هي من دفع الثمن الاكبر.. أجهزة تقود النضال، وليس كما يريد بعض العابثين وضعها في خانة الاتهام!.

 فيها، انطلق رعد والعالم  يَمُوج في الأوبئة والحروب والمؤامرات على قضيتنا الفلسطينية, انطلق رعد من جنين الأن قاعدة فدائية وبؤرة رعب وعشاً للأبطال والدبابير الذين ينهشون لحم المحتل.. رامية كل صراعات الفصائل وقياداتها الأصنام العاجزة والمأجورة خلفها، معلنة وحدة الدم الفلسطيني على أرضها.  الدم المقدس و غير المسموح له أن ينزف الا بمواجهة العدو في ساحة المعركة , انطلق رعد من مخيمه في جنين، جنين التي  تحتشد الأن بالثوار وبروح المواجهة وبثأر لا ينسيها دماء أبنائها وشهداءها الأبرار وقادتها العمالقة في ذكرى أسطورتهم. ينطلق الشهيد   رعد من جنين يمر بيافا بعد تناول فطوره وشارباً قهوته العربية من أحد الأكشاك الخاصة ببيع القهوة هناك ينطلق لينفّذ عشقه ويعقد برشاشه مؤتمراً للقمة متفرداً هاجماً على كيان الثكنة العسكرية الاحتلالي بمفرده كما يهجم كل ثوار فلسطين.. أبناء (محور الهجوم) لا المقاومة أو المساومة.. كما هجم ابن الفالوجة ناصر البايض منطلقاً من إربد الى الأراضي المحتلة، وعندما استشهد أحضروا جثته امام حشد من الجنود، وقال قائد عصابات أركان جيش العدو : ” أنظروا إليه، هجم على دولة اسرائيل بمفرده “.. وكما انطلق اسلافهم من قبل ليهزوا عرش الصهيونية والإمبريالية الغربية والخيانات العربية .. هذا الشعب الذي قال هتلر بأحد خطاباته به: ” أعطني جندياً فلسطينيا وسلاحاً ألمانياً و سوف أجعل اوروبا تزحف على ركبتيها “.. وصل رعد الى هدفه الى ديزينغوف المحتل.. واطلق ما بجعبته من رصاص موقعاً القتلى والجرحى بين صفوف قطعان المستوطنين المحتلين، وتستنفر قوات الإحتلال وترسل نخبة النخبة لمكان العملية في جيش الاحتلال للمرة الثانية في مغتصبة تل الربيع بعد عملية دلال المغربي عام ١٩٧٨ ، ورعد يتجول بيافا منطلقا من ديزينغوف .. يستريح كلما شعر بالتعب على أرصفة البلاد ومقاعدها العامة وكيان العدو في حالة هيجان وهستيريا لم يعيشها منذ 20 عاماً.. دخل رعد حازم للمسجد ليصلي الفجر ، وجاء جنود الاحتلال الى المسجد طالبين فحص كاميرات المسجد، وطلبوا منه يرفع يديه ولكنه رفع سلاحه واطلق باتجاههم عشر رصاصات، قبل استشهاده… منذ اليوم ما يسمى ش. ديزينغوف .. أصبح اسمه ش. رعد خازم..

عن شريف الحاح حسين

شاهد أيضاً

تداعيات حرب2023 / 2024: يوميات مقتلة غزة وإبادتها وإهلاكها جوعاً

لا أعرف إن كان هناك من كتب يوميات المقتلة والمهلكة وحرب الإبادة؛ يوماً يوماً صباح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *