مصطفى الولي

مقاطع من سيرة ذاتية (6)

ورقة مستعجلة: الجندي الأخير في جيش الإنقاذ يتفقد محطة الحجاز. ثم يغيب. استهلال: خلال تبادل الحديث مع الصديق محمود الصباغ، قبل أيام، توقفنا عند الخبر الذي انتشر في الأيام الماضية، الذي جاء فيه أن” قهوة الحجاز”، ( ولا أقول مقهى الحجاز، لأنها على لسان روادها، وفي لغة الناس اليومية هي …

أكمل القراءة »

مقاطع من سيرة ذاتية (5)

الورقة الخامسة:  في فضاءات دمشق. روائح المدينة.  إنها المرحلة التي امتلكت فيها حريتي الأولى في الذهاب بمفردي إلى دمشق “النزول”  كما كان الجميع، صغاراً وكباراً يقولون: “نازل عالشام”. علاقتي صارت مفتوحة مع دمشق، على عكس المراحل السابقة حين كنت مقيداً بمرافقة أبي، عندما كان يأخذني معه إلى سوق الحدادين” ليسقي …

أكمل القراءة »

مقاطع من سيرة ذاتية (4)

الورقة الرابعة ” الحقبة الكفرسوسانية” في كفرسوسة. على ظهر عربة خشبية بدائية،”الطنبر” يجرها بغل، ويقودها رجل من فلاحي المزة، حمَلنا ” أثاث بيتنا”، وأنزلناه في مستقر سكننا الجديد في بلدة “كفرسوسة”. وفيها أمضينا عقدين ونصف تقريبا، قبل أن نمتلك أرضا صغيرة 144 متر تقريبا، في مثلث يقع بين داريا والمزة …

أكمل القراءة »

ورقة من سيرة ذاتية (3)

صورة من مطعم وكالة الغوث في مخيم شنلر/حطين 1985

الورقةُ الثّالثة (المعاركُ على قروشٍ قليلةٍ. والشبابيكُ المطليةُ بالأزرقِ النيليّ. دخولٌ مبكرٌ لسوقِ العمل، واندلاعُ حروبِ أولادِ اللاجئين). من حليبِ الأونروا إلى بقجةِ الثيابِ العتيقةِ، ومن الأكياسِ الورقيةِ إلى عصرِ النايلون، ومن بيعِ الترمسِ إلى اكتشافِ النهديّ. ومن باصِ “الديزوتو” الفرنسيّ، إلى المرسيدسِ الألمانيّ والفولفو السويدي… وإلى ثنائياتٍ كثيرةٍ، كانت …

أكمل القراءة »

ورقة من سيرة ذاتية (2)

الورقة الثانية كان جدي لأبي، عبدالله الولي، يجمع في ملامحه إشراقةَ وجهه الأبيض المستدير، وحمرةَ الخدين، مع نظرات عينين فيهما، لمن ينظر إليّهما، علاماتُ القوة التي تختلط فيها، على من يراهما لأول مرةٍ، قسوته، من قسوة الزمن عليه. في الرابعة عشرة من سنواتِ عمره، أخذه الأتراك للخدمة العسكرية، وتصادف ذلك …

أكمل القراءة »

ورقة من سيرة ذاتية (1)

الورقة الأولى نفخ الطفل أنفاسه على راحتيه، وتابع السير فوق ألواح جليدية، يحاذر الانزلاق فوقها، فهو إن أبطأ سيتأخر عن موعد قرع جرس المدرسة الصباحي. وإن أسرع سيسقط أرضا وعلى كتفه كتب الدراسة ودفاتر الكتابة، المعبأة في “حقيبة”، هكذا يسمونها أطفال الفقراء وهي عبارة عن كيس من القماش، أو الخيش، …

أكمل القراءة »

لا مكان للطغاة في تراث محمود درويش.

يستفزني، ويثير اشمئزازي، مواظبة عدد من “المثقفين” وسواهم، سوريين وغير سوريين، على إبراز تغنيهم بأشعار درويش، ونشر مقاطع من قصائده على صفحات الـ (فيسبوك)، وقيام بعضهم بإظهار حبّهم للشاعر وسيرته الإبداعية، دون أن يُفوِّتوا الاحتفاء به في ذكرى وفاته أو ميلاده. وفي الوقت ذاته، يجلسون في حضن نظام الطاغية بشار. …

أكمل القراءة »