شارع النصر, دمشق ستينيات القرن الماضي

مقاطع من سيرة ذاتية (6)

ورقة مستعجلة: الجندي الأخير في جيش الإنقاذ يتفقد محطة الحجاز. ثم يغيب.

استهلال:

خلال تبادل الحديث مع الصديق محمود الصباغ، قبل أيام، توقفنا عند الخبر الذي انتشر في الأيام الماضية، الذي جاء فيه أن” قهوة الحجاز”، ( ولا أقول مقهى الحجاز، لأنها على لسان روادها، وفي لغة الناس اليومية هي ” قهوة الحجاز”)، سوف تزال نهائيا، ليقيموا مكانها مشروعاً استثماريا إيرانيا، اتضح لاحقا أنه روسي وليس إيرانياً، سوف يتم تشييده على الأرض الكبيرة التي تشغلها قهوة الحجاز في شارع النصر بمدينة دمشق. فمضينا إلى التجوال في ذاكرة المدينة، ونصحح لبعضنا موقع الأماكن والمحال ومواقف الباصات وعناوين المدارس،  الموزعة على قلب العاصمة في حينه. كانت الوقفة الأطول في تبادلنا للحديث عند قهوة الحجاز ومدخلها الرئيسي، وإطلالتها، هناك كان” أبو فهد” أشهر بائع للجرائد والمجلات في دمشق خلال ثلاثة عقود، وإلى جانبه، مع انحراف قليل إلى اليمين أو اليسار، كان رجل يحصِل الليرات من بيع” السحبات”، وهي عبارة عن بطاقة صغيرة، مخططة إلى مربعات، وكل مربع عليه اسم ممثلة أو ممثلة، مغنٍ أو مغنية، وأعلى البطاقة في الوسط إسم الممثل الرابح، مخفياً بلاصقة يفكها صاحب اللعبة عندما تنفذ المربعات. يدفع الشخص، وغالبا الزبائن من الفتيان، خمسة قروش وإن حالفه الحظ يربح 25 قرشا، أما مسيِر اللعبة فهو رابح في كل الأحوال، لأن عدد القطع الصغيرة على البطاقة يجمع تسعة فرنكات، ومهما كان من يربح سيزيد له أربع فرنكات. هؤلاء “رجال قاع المدينة”، كانوا يحصّلون النقود من الهواء، أو من
” الطير الطاير” كما يقال، فيقوم ” أبوالسحبات” بالكشف عن الاسم الرابح في البطاقة ثم يعيد سترها، ويتفق مع شريك له أن يختار الاسم الرابح قبل الآخرين، ولا أحد يعرف السر، فيحصل تسع فرنكات كاملة، يعطي منها معاونه فرنكين ويضع الباقي في جيبه. حديثي  مع محمود استدعى ترتيبا جديدا لأوراق سيرتي الذاتية، فالأمر يستحق الخروج عن المسار المخطط للسيرة. ولمقهى الحجاز سيرة كبرى في تاريخ قلب دمشق. فأطلقت على هذا النص” ورقة مستعجلة. أبدأ من الجندي الأخير في جيش الإنقاذ، وكل من يعرف قلب دمشق في الخمسينيات، وحتى أواخر الستينيات، لابد أنه رآه وتعرف على شيء من قصته.

في ذات الحارة التي كانت فيها مدرستي” أم الفحم” في مكانها الأول حين افتتاحها، في حي البحصة، شاهدت ذلك الرجل، قامة الطويلة وجسد ممتلئ، يرتدي باستمرار لباساً عسكريا، في الصيف يكون البنطلون” شورت”، وباللون الكاكي، وفي الشتاء زيتي من قماش سميك. ويضع على كتفيه نجوماً يختلف عددها من يوم إلى آخر. أما لباس الرأس فهو” الفيصلية”، نسبة إلى العهد الفيصلي في سوريا، وهي التي استمرت، حتى وقت متأخر، غطاء رأس لجنود وضباط الجيش السوري، قبل استخدام أنواع أخرى، ” البيريه” ذات الألوان المتعددة، حسب صنف السلاح الذي يخدم به العسكريون (مغاوير، سلاح البر، سلاح الجو، الشرطة العسكرية، شرطة السجون، سلاح البحرية).

“فيصلية آخر جندي بجيش الإنقاذ”  كانت أجمل، أما الرتب والنجوم على كتفه لم تكن تستقر على أي عيار. فجأة نرى على كتفيه رتبة ملازم، وقبل يوم تكون رتبته عقيد، وفي يوم لاحق يخفض رتبته إلى رائد” تاج على الكتف فقط”، وقبل مصطلح رتبة رائد كان اسمها” رئيس” . لكنني لاحظت أنه كان يفضل كثرة النجوم، وإن كانت ترمز إلى رتبة أدنى من رائد أو عقيد، فالثلاث نجوم لازمت كتفيه أطول مدة خلال أيام الأسبوع.

كان يرشق على صدره القليل من الأوسمة القديمة، واحد منها لقبة الصخرة في الأقصى، وما تبقى، هو على الأكثر، منزوع عن صدور بدلات عسكرية لجنود الحرب الدولية الثانية، والتي كانت تباع في بالات الثياب المستعملة.

ملامح وجه هذا ” الآخر جندي في جيش الإنقاذ” تطفح بالحزن والذهول، لم يكن يضحك أو يبتسم. يمضي في طريقه دون أن يلتفت يميناً أو يساراً ولا إلى الخلف، لم يكن يتحدث مع أحد، وحين يشعر أن أحداً يمشي خلفه، أو يدقق النظر إليه، كان يقف ثابتاً في مكانه، ريثما يتجاوزه المارة الفضوليون.

مشواره اليومي يبدأ من بيته في البحصة، يتجه إلى المرجة أولاً، وأحياناً إلى جسر فكتوريا، ومنهما نحو شارع النصر. في الذهاب يسير على الرصيف المقابل لمحطة الحجاز وقهوة الحجاز، ويمر على باب جامع المولوية، ثم يجتاز الشارع، متى يشاء، فلم تكن شارات المرور مستخدمة آنذاك، نحو قهوة الحجاز، يؤدي التحية العسكرية لـ “أبو فهد”، ويأخذ جريدة ، أي جريدة فات تاريخها، يضعها تحت إبطه ويتابع نحو مبنى الخطوط الحديدية” محطة الحجاز”، هناك يتوقف قليلاً  على الرصيف الواسع مقابل باب المحطة، عند مجسَم تخرج منه المياه ،من أفواه أربعة أسود حجرية صغيرة، يجمع الماء بيده ويشرب من كفه، ويعيد الشرب من أفواه الأسود الحجرية الأربعة، ويقفل عائداً.

في طريق عودته يتوقف قليلاً عند” أبو فهد” ويعيد له الجريدة، ويشرب كاس شاي يقدمه له صاحب الجرائد، يرشف منه وعيناه تتابعان المشاة على الرصيف المقابل.

فجأة، وفي أحايين كثيرة، يهرع لقطع الشارع، ويمشي على الرصيف، عندما يشاهد جندياً أو أكثر عن بعد. فهو من عادته، أن يطلب من الجنود تأدية التحية له، ومن لم يفعل يمسكه من يده وكأنه ألقى عليه القبض، فيتركه بعد أن يعده الجندي بتأدية التحية مسايرةً له، ويؤديها بالفعل.

لم يكن معجباً بدوريات الشرطة العسكرية، التي تجوب سيراً على الأقدام في شارع النصر، لتلتقط جندياً غِرّاً، هندامه غير نظامي، أو آخر يفتح أزرار قميصه العلوية، وسواه لم يلمع حذاءه. يأخذونه لمقر الشرطة العسكرية، الذي كان مقابل جامعة دمشق، وقد تحول لاحقاً إلى مشفى التوليد، لينزلوا به عقوبة تطول بموجبها خدمته، إضافة إلى سجنه أحياناً في قطعته عدة أيام. لم تكن تخلو لحظات قبضهم على عسكري مخالف من ضربه بالهراوات، أو لكمه بالقبضات وصفعه بأكفهم.

شاهدته مرة وهو يتحدى دورية الشرطة العسكرية حين أوقفت عسكرياً ٍ. تقدم نحوهم وأمسك بيد الجندي من بين أيديهم، وخلال تبادل الحديث بينهم وبينه أشار لهم بيده على كتفه حيث كان يومها يضع رتبة نقيب، وألزمهم بتركه، فامتثلوا له، ولا أعرف ما الذي  دار في أفكارهم، وأظن أنهم قدروا حالته، وتجنبوا مشكلة معه، لن يكون القانون إلى جانبهم فيها.

بعد هذه الحادثة بين” الجندي الآخير في جيش الإنقاذ ودورية الشرطة العسكرية، وكانت تدعى (شرطة الجيش)” عرفت أطراف قصة الرجل الأخير…، وكنت أقف إلى جانب أبو فهد عند مدخل قهوة الحجاز، الذي كان يضحك، ويومئ إلي برأسه لأقترب منه، فابتعدت قليلا عن ” بسطة بطاقات العيد التي كنت أبيعها في مواسم الأعياد”، وراح يحكي لي قصة الجندي الأخير.

أبو فهد ابن مدينة دمشق، يعرف خباياها وقصص الناس فيها، وعمله بائعاً للجرائد كان فرصة له ليسمع الكثير الكثير، خاصة وأن رواد المقهى أكثرهم صار صديقاً له. وأشهد أنه كان رجلا طيبا دمثاً ومؤدبا. روى لي أبو فهد أن هذا الرجل” الأخير” كان متطوعاً في جيش الإنقاذ في فلسطين، ولما هُزم العرب سنة 1948، عاد رجال جيش الإنقاذ يجرجرون هزيمتهم، وكانوا قد سلكوا خلال عودتهم طريق جنوب لبنان أو جنوب سوريا، إلا القليل القليل منهم سلك طريق الأردن، واحد منهم ذلك” الرجل الأخير”. ولم يعد إلى سوريا إلَا بعد سنة تقريباً، وظن أهله أنه استشهد في الحرب، وعندما عاد ،وجد المرأة التي كان يريد الزواج منها، ويحبها بجنون، قد تزوجت من غيره. كانت صدمته عنيفة جداً فعلت فعلها عليه، وحسب أبو فهد، كانت الهزيمة، وويلات الحرب، السبب الأهم في ذهوله واضطرابه النفسي. ومنذ عودته كان يرتدي بدلة عسكرية، إذ كان قد اشترى، خلال توقفه في عمان، رتباً  كثيرة من سوق البالة هناك، والمسمى حينه “سوق اليمنية”، وبقي يرتدي تلك البدلة قناعة منه أن الحرب مستمرة. وكان خروجه اليومي مرتدياً تلك البدلة، قناعة منه أنه سيعود لخوض الحرب لامحالة. وصارت حالته أقرب إلى الجنون.

بعد رواية أبو فهد قررت أن أحتك معه لمبادلته الكلام، ولو قليلاً.

كان شارع النصر، الذي تقع فيه قهوة الحجاز، والذي يمشي به آخر جندي من جيش الإنقاذ يومياً، طريقاً يومياً لي أيضاً، فبعد انتقال إعدادية أم الفحم إلى القنوات، صرت قريباً من شارع النصر ومقهى الحجاز، زد على ذلك أنني كنت أقيم بسطة لبيع بطاقات العيد على سور القهوة، إلى جانب أبو فهد في مواسم العيدين “الصغير والكبير”، وغير ذلك أيضاً  كان المرور من شارع النصر مؤكدا، سواء كنت متجها إلى الحميدية ودمشق القديمة، أو إلى حي الحلبوني، لأن ذلك الحي كان أرحب مكان لاحتضان الشباب والفتيات “يكزدرون” في تفرعاته الكثيرة التي تسترهم عن الأنظار. وأطلقنا عليه اسم “شارع العشاق”.

في أحد الأيام، والأغلب أنني كنت في موسم بيع بطاقات المعايدة، لاح لي ” الجندي الأخير”، قادماً من الرصيف المقابل لقهوة الحجاز، فتوقعت، بل تأكدت أنه سيعبر ليتوقف عند” أبو فهد”، وهو ما حصل. اقتربت منه وهو يقف عند أبو فهد [ لن أحرك “أبو فهد” بالجر وأكتب ” أبي فهد”]، وركزت عيني في عينيه، أديت له التحية العسكرية فاستغرب قبل أن يرد التحية، وكنت قد قدَرت أنني بتُ مألوفا له، وسألته وأنا أنظر إلى وسام” قبة الأقصى” المعلق على صدره: ( ليش حاطط القدس على بدلتك؟ ). صمت برهة، وللتطبيع بيني وبين آخر جندي، تدخَل أبو فهد، وقال له: “هذا الشب فلسطيني”، فعَلَتْ وجهه شبه ابتسامة، وسألني إن كنت على استعداد للذهاب معه إلى فلسطين، وخاطبني قائلاً: ” أنا أنتظر باصات المتطوعين هنا، وإن لم يأتوا الآن سيأتون بعد العصر”.

بعد هزيمة حزيران 1967 افتقدته، سألت أبو فهد عنه، فأخبرني، أن آخر جندي في جيش الإنقاذ لم يعد يخرج من بيته على الإطلاق، لأن جسده كله صار عاجزاً ولم تعد مشكلته في رأسه.

لقد كانت شخصيته المأساوية جزءً من دمشق، من دمشقي أنا، بل بالأحرى من قلب دمشق، فحركته اليومية بين المرجة وباب الحميدية ومقهى الحجاز، ببدلته العسكرية، ورتبة “البالة” وعلاقته بأبو فهد، مشهداً يختزن معاني عميقة للحياة في تلك الفترة. بغيابه، “الجندي الأخير في جيش الإنقاذ” عن قلب دمشق، فقدت قطعة هامة من مدينة الدفء والبساطة الحميمة.

من يعرف دمشق، قلب دمشق، شريانها الذي يضخ الحياة، سيكون شارع النصر حاضراً أبداً. منه تتوزع الطرقات لأبناء المدينة أو للقادمين إليها، وبحضور شارع النصر لا يكون له معنى إن غابت عنه محطة الحجاز، وباسمها أصبح مقهى الحجاز هو الأهم والأول والأكثر شهرة في دمشق.

ينفتح شارع النصر من أوله على الطريق الموصل إلى جسر فكتوريا، ثم إلى بوابة الصالحية، وعندها يتفرع شارع ينتهي عند السبع بحرات، ومنها إلى شارع بغداد.  في منتصف شارع النصر ينحدر طريق قصير، اسمه شارع رامي، يوصل إلى ساحة المرجة التي تفضي بدورها إلى سوق الهال والسوق العتيق. في آخر شارع النصر باتجاه الشرق هناك مدخل سوق الحميدية، أو إلى اليمين نحو باب الجابية. يعني ذلك أن أبوفهد لم يختار زاوية مقهى الحجاز عشوائياً، أو بلا فكرة مسبقة عن قيمة الموقع وأهميته، على العتبة الأولى،
للدرج القصير الصاعد إلى قهوة الحجاز، كان أبو فهد يرابض طيلة أيام الأسبوع، فهو جزء من المكان، بل قل المكان بلا دفء دون أبو فهد بائع الجرائد.

لم يكن افتتاح قهوة الحجاز عبثاً، ولا تجربة يمكن لها أن تنجح ويمكن لها أن تفشل. فالمنطقة التي هو فيها، نقطة لقاء القادمين إلى دمشق كافة، باصات المحافظات حتى السبعينيات كانت تقف على مسافة عشرات الأمتار عن المقهى، محاذاة محطة الخطوط الحديدية، حتى عندما تغير كراج باصات المحافظات لتصبح قرب الباب الشرقي للتكية السليمانية، خلف مبنى البريد، قبل “خرابها” بتفجير مدمر،( اتجهت أصابع الاتهام فيه لأجهزة مخابرات سلطة حافظ أسد) بقيت قريبة من محطة الحجاز ومن قهوة الحجاز، التي هي بدورها نقطة انطلاق إلى حلب ودرعا وعمان، وقبل 1948 إلى حيفا، ومحطة وصول القادمين إلى دمشق. وفي ذات المكان، شارع النصر، كانت باصات أحياء مدينة دمشق تقف فيه، قبل أن يتم توزيعها لأكثر من مكان داخل العاصمة,. وحتى العام 1970 كان مطار المزة هو المطار المدني الوحيد، والطريق من المزة إلى دمشق يمر غالبا من شارع النصر، وهكذا كانت قهوة الحجاز ضرورة للقادمين والمسافرين، وللزوار من أرجاء سوريا، وللموظفين والطلاب والجنود، وكم حضنت المتظاهرين الفارين من مطاردة الشرطة في عهد “الانفصال”، ومن مخابرات عهد البعث وحرسه القومي، فللقهوة مدخلين، يمكن للمطارد أن يدخل من أحدهما ليغادر من الآخر، وإن أراد يمكنه الجلوس على كرسي وكأنه زبون لاعلاقة له “بالشغب” في الشارع.

دفء دمشق كان كافياً، دون  انتشار محلات شواء الفروج، أو أسياخ الشاورما. كانت عربات الشوندر المسلوق في فصل الشتاء تنتشر على امتداد شارع النصر وشوارع المدينة الأخرى، كذلك عربات بيع ” الفول النابت” أو البليلة” الحمُص المسلوق”. أما الأكثر دفئاً فهو ما يقدّمه باعة الفول السوداني الساخن.

كل دمشق كانت مبنية من” طينة” لا ينالها صقيع شتاء، ولا يستقر فيها الحرُ صيفا. لا أذكر أنني كنت أشعر بالبرد في شوارع دمشق، القديمة منها خاصة، وفي الصيف، عند الظهيرة لم تكن ظلال الأبنية تبخل على المشاة بمنعها للشمس من السقوط على أجسادهم. والأهم والأكثر قيمة، أن المدينة، دمشق، وقلبها، في شارع النصر، وعند محطة الحجاز، ومحاذاة سور قهوة الحجاز، كانت خالية من الصمت والوجوم. ذلك كان دفؤها العامر الذي كنت أعيشه وأحس به. كان المشاة يتبادلون الحديث بصوت مسموع، لا يلتفتون يميناً أو يساراً أو إلى الخلف، ويضحكون بحرية.

بدأ الصقيع يدب في دمشق، وقلبها، محطة الحجاز ومقهى الحجاز، حين تكاثر “الرجال” ذوي البدلات الرمادية والنظارات السود. ولقد غزا هؤلاء طاولات قهوة الحجاز، يتظاهرون أنهم يقلبون جرائدهم، بينما عيونهم، تلعب من تحت نظاراتهم، لتراقب وجوه الزبائن، وآذانهم مفتوحة على آخرها ليسمعوا حتى همسات الناس. من تلك الأيام بدأ اجتثاث قهوة الحجاز. وأبو فهد كثر منافسوه، عندما أصبحت مهنة أصحاب الأكشاك والبسطات ستارا لمهمات المخبرين.

غاب أبو فهد وغابت معه جرائده “النظيفة”، وأصبحت شوارع دمشق، بدءاً من شارع النصر، الممتد من محطة الحجاز إلى مدخل سوق الحميدية، مسرحا لتنفيذ اغتيال المدينة.

لا أستطيع رؤية دمشق وقد أزيلت منها قهوة الحجاز.

وأظن أن محطة الحجاز ذاتها ينتظرها مصير كقهوة الحجاز.

عن مصطفى الولي

شاهد أيضاً

في جدليّة الكاتب الإنسان والكاتب الاصطناعي

لا شكّ في أن الكتابة عبر الذكاء الاصطناعي قد تطورت بشكل كبير خلال السنوات الماضية؛ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *