صورة لمدينة الخليل، المصدر: موقع سطور

حبرون أَم الخليل

راكمت البحوث التوراتية, خلال القرنين الماضيين, أطنان من الدراسات حتى يبدو الأمر للوهلة الأولى كأننا أمام جبل من الأبحاث يصعب تسلقه أو اختراقه, كما بات من الصعوبة بمكان القول بأن التاريخ لا يعترف بـ “تاريخ” مستقل لفلسطين وسكانها بعيداً عن “أهل التوراة” خلال العصرين الحديدي الأول والثاني (من القرن العاشر ق.م حتى القرن السابع ق.م). وهذا يضعنا أمام إشكالية جوهرية تعيق معرفتنا للتحقيب التاريخي الصحيح للبلاد, علماً أن أسفار العهد القديم كفّت منذ زمن من أن تكون ” تاريخاً” ما لشعب ما على أرض ما, بل هي في أحسن حالاتها مجموعة تقاليد أدبية تحمل أهمية ثانوية لجهة التاريخ, ومن الواضح أن تاريخ فلسطين وتاريخ الأقوام التي سكنتها يختلف بصورة كبيرة عن مرويات العهد القديم مهما يحاول البعض, لأغراض سياسية واضحة ادعاء عكس ذلك, وقد اهتمت الحركة الصهيونية, منذ نشأتها، بخلق روابط “تاريخية و دينية” تربط اليهود بفلسطين. ومع بداية الهجرة اليهودية إلى فلسطين, سعى قادة “الييشوف” إلى عبرنة المشهد الفلسطيني ونزع الأسماء العربية من خلال لصق المكان بالجغرافيا التوراتية, واستمر الأمر إلى ما بعد قيام إسرائيل فتحولت العملية لتأخذ منحى “الأسرلة”، فصارت “جرار” التوراتية هي (غزة) الحالية و”بير شباع” هي (بئر السبع) المعاصرة[1] وذات الأمر ينطبق على “روش بينا” التي صارت (الجاعونة) وكذلك “أورشليم” صارت (القدس), و”بيت إيل” تحولت إلى(بيتين) و يتم مطابقة “حبرون” بمدينة (الخليل) المعاصرة.. إلخ, وفلسطين ككل صارت إسرائيل, وغيرت ملامحها تماماً.

وثمة دراسات عديدة وحديثة تناولت مواضيع العبرنة والأسرلة ببعض التفصيل, وقمت بنقدها وقدّمتُ البراهين بأن هذه الإسقاطات غير صحيحة في معظمها.

ونظراً لتشعب الموضوع وغزارته فسوف أعالج في هذه العُجالة, باقتضاب, اسم المكان حبرون\ الخليل لما تحظى من أهمية واهتمام كبيرين.

فحسب التقاليد التوراتية اشترى إبراهيم أرضاً ودفن فيها سارة بعد وفاتها, ثم أوصى أن يدفن في المكان عينه بعد وفاته, وكذلك أوصى اسحق ويعقوب وبقية آباء العهد القديم أن يدفنوا في ذات المكان, لتتحول المنطقة إلى مدفن عظيم لأنبياء وآباء العهد القديم, واكتسبت المدينة, أي حبرون, أهمية أكبر عندما أصبحت عاصمة لمملكة داود قبل أن ينتقل منها إلى أورشليم, عاصمته الجديدة.

أما التقليد الإسلامي فيشير إلى أن النبي محمد منح حبرون لتميم الداري إبّان وفوده عليه مع صحبه بعد غزة تبوك ليشهر إسلامه, فأمر محمدٌ عليّاً بكتابة ” كتاب الإنطاء”  كما يلي: “بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما أنطاه محمد رسول الله لتميم الداري وأخيه نعيم الداري حبرون، والمردوم، وبيت عانون، وبيت إبراهيم، وما فيهن، نطية بت، نفّذت وسلّمت لهم ولأعقابهم إلى الأبد، فمن أذاهم أذاه الله. شهد أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وكتب علي بن أبي طالب وشهد.”

وقد روى هذه الحادثة الكثير من المحدثين و الإخباريين العرب, منهم الطبري والواقدي وابن عساكر ومحمد بن الربيع وأبو بكر بن العربي, والمقريزي والقلقشندي والإمام الغزالي, وهو القائل “من أنكر صحة كتاب الإنطاء فقد كفر”!.

ولو تأملنا هذه الحادثة من جوانب أخرى غير دينية فلابد أن نرى فيها سلوكاً غير منطقياً, إذ من غير المعقول أن يقوم النبي بشخصه الذي تصفه لنا كتب السيرة أن يقوم بتقديم مدينة كالخليل بيوتها ومزارعها ومحالّها إلى شخص أو عائلة, أو أيّا يكن. وفي الحقيقة لسنا وحدنا من يتساءل, بالأحرى, يستغرب مثل هذا التصرف, فتزخر متون الفقه الإسلامي بكثير من الدهشة من فحوى الحديث السابق, وقد عبر الكثيرون عن مدى صحة كتاب العطاء وتناقضه المنطقي. لاسيما أن هناك إجماع على حادثة العطاء تلك, وعلى تشريع الإمام الغزالي له بقوله “من أنكر كتاب العطاء فقد كفر”.

فإذا كان النبي محمد “أعطى” حبرون لتميم الداري فعلاً, فتلك لاشك مصيبة,-وأقصد هنا بمعناها التاريخي وليس بمعناها الشخصي للنبي محمد-, ويكون السؤال المعاصر “كيف يعطي من لا يملك من لا يستحق؟” محقّاً بدرجة كبيرة, فإن أنكرنا العطاء فسوف نتهم , لاشك بالكفر, وإن قبلناه, فلن نتوقف عن طرح الأسئلة, وفي كلتا الحالتين لن يرضى عنا أصحاب الفتاوى.

فما العمل؟

يبدو أن الحل لفك هذه العقدة يكمن في استعراضنا لاسم المكان “حبرون”, فثمة رواية تاريخية قامت في أساسها على عبرنة وأسرلة المواقع والأمكنة في فلسطين فاعتبرت حبرون هي مدينة الخليل, وقبولنا بهذا الطرح يستوجب منّا التخلي عن روايتنا العربية الإسلامية التي لا ترى في حبرون أنها مدينة الخليل الفلسطينية, حيث تُجمع الروايات الإسلامية على أن حبرون موضعٌ يقع قرب مكة كانت سكناً للعماليق “من قبيلة كنعان”,  ولا يقف الأمر في التناقض بين الرواية التوراتية والرواية الإسلامية عند حبرون, بل يتعداه إلى مواقع كثيرة, ولعلنا هنا سنكتفي بطرح بعض الأمثلة مثل قصة إبراهيم وزوجته سارة حين طلبت منه أن يمضي بعيداً بجاريتها هاجر وابنها إسماعيل “التي زوّجتها له كما هو مذكور في نصوص العهد القديم وفي السردية الإسلامية” من جرار إلى بير شباع ” بئر السبع”, وحيث إني لن أهتم, الآن, بالرواية التوراتية, فسوف أوضح التناقض الشكلي في قول الطبري: “إن موضع وفاة سارة أمّ اسحق لا يدفع أهل العلم من العرب والعجم أنها كانت بالشام.. ثم يتابع القول: “إن سارة ماتت بـ “قرية الجبابرة” من أرض “كنعان” في حبرون”[2] .

ومن المسلمات التوراتية أن الجبابرة وأرض الكنعانيين هي ذاتها أرض فلسطين, ولكن الفلسطينيون وأرض كنعان في حبرون حسب الإخباريين العرب ليست هي تلك التي في الشام!, فكيف يمكن أن يقع مؤرخ حصيف مثل الطبري بمثل هذا التناقض؟.

ليس هذا فحسب, ففي الوقت الذي ينكر فيه الطبري أن تكون حبرون هي الخليل الفلسطينية, فإنه يوضّح, في مكان آخر, أن مكان دفن سارة في العماليق والجبابرة وهو ليس في فلسطين قطعاً, بل في موضع قرب مكّة. كما ورد في  الرواية التي تطلب منه سارة إبعاد أو نفي هاجر وابنها عن جرار “غزة”: ” لمّا بوّأ الله لإبراهيم مكان البيت و معالم الحرم, فخرج معه جبريل, وكان إبراهيم لا يمرّ بقرية إلّا سأل جبريل: بهذا أُمرت يا جبريل؟ فيقول له امض, حتى قدم مكّة و بها أناس يقال لهم العماليق”[3], وفي واقع الأمر, ما يظهر هنا من تناقض شكلي في كلام الطبري لا يعبّر عن تناقض رواية الطبري أو تفكّكها, إنّما التناقض الذي نراه في قوله ناجمٌ عن تبنينا, نحن أحفاد الطبري, لمقولات توراتية حديثة باتت بحكم المسلّمات لنا, وتم اعتمادها لكتابة أو إعادة كتابة تاريخ منطقتنا, الأمر الذي دفع ببعض أصحاب العقول النيّرة إعادة البحث والتدقيق في المرويات “التاريخية” لإعادة تصحيحها وتأويلها بالاتجاه السليم. فيقول د. محمد بيومي مهران أن حبرون هي قرية أربع, ويُدعى شيوخها بلقب “الملك الحبر” وقد عُرف منهم نبط إيل-الحي بن سلمان- عم آمن والذي كان معاصراً لسبأ, أما الباحث أحمد عيد فينقل عن جواد علي قوله “وكان لمرثد أرض غنية في الجزء الغربي من همذان وهي جزء من بكيل, وكان لها سلطان على عشائر تمتعت بحماية حق الجوار, ومن هذه العشائر بنو حيث”, ويرى د. أحمد ياسين شرف الدين بأن الممالك اليمنية المذكورة في كتب التاريخ عددها خمس بالإضافة إلى “أربع” إمارات, لعل هؤلاء من وصفهم يهوذا بالملوك, وهذه الإمارات هي : جبا وسمعي وبني مرثد والأخيرة تدعى إمارة أربع و تقع في همذان, ومرّة أخرى يذكر الباحث أحمد عيد أن حبران بطن من حاشد الهمذانية ويسكنون في حبران التي تنسب إليهم, وهي منطقة من حجور حجي, وحجور هو اسم زوجة إبراهيم وحجي هو حفيد يعقوب. ويقول ياقوت الحموي في معجمه أن “قرية” حبرون تقع “في” بيت المقدس, وليس كما يُعمم بأنها “قرب” بيت المقدس, وذلك محال أن تكون الخليل الحالية تقع “في” القدس الحالية. وفوق كلّ ما ذُكر ينبغي أن لا يغيب عن بالنا قول الطبري بأن موضع وفاة سارة في “حبرون” لا يدفع أهل العلم من العرب والعجم [ القول] أنها [أي حبرون] كانت بالشام, فضلاً عن أن الأبحاث والتنقيبات الآثارية تشير إلى أن الموضع المعروف الآن باسم القدس “تسميها نصوص العهد القديم أورشليم” لم يكن موجود في عصر داود حتى يقوم بفحتها واتخاذها عاصمةً له بدلاً من حبرون عاصمته القديمة, ومثل هذا الترابط بين الموقعين يجعل من الصعوبة بمكان القبول بأن “أورشليم” الداوودية هي ذاتها القدس الحالية وأن “حبرون” الإبراهيمية\ الداوودية هي مدينة الخليل الحالية. و يؤكد فرج الله صالح ديب أن حبرون مازالت تحتفظ بذات الاسم وتقع شمال شرق مدينة عدن اليمنية[4], وتقع حبرون في إمارة الواحدي وفيها مغارة المكيفلة, وظلّت هذه الإمارة قائمة حتى وقت قريب إلى ما قبل استقلال اليمن عن بريطانيا في الثلث الأخير من القرن العشرين.

وأخيراً, ظهرت, خلال العقود الثلاثة الماضية, العديد من الدراسات الهامة, الأجنبية و العربية, التي ساهمت في إثراء المكتبة التاريخية و قدمت قراءات نقدية صارمة للمدارس التوراتية التقليدية في تأويلها لنصوص العهد القديم و أسقاطها على تاريخ وجغرافيا الشرق القديم, أجمعت في معظمها على أن جغرافيا التوراة لا تنطبق, في الحقيقة, على فلسطين, لا من حيث أسماء القبائل أو المواقع ولا من حيث مواقع المعارك أو الأحداث, وغيرها.

[1] تمثل أسماء المواقع المرتبطة بالقصص التوراتية إشكالية تاريخية ودينية, ولعل هذه الإشكالية تعمقت أكثر-على الأقل بالنسبة للقارئ العربي-منذ ظهور كتاب كمال الصليبي(التوراة جاءت من جزيرة العرب) الذي نسف الأعراف الثقافية السائدة حين نقل “الحدث التوراتي” من فلسطين إلى غرب الجزيرة العربية في إقليم عسير. ولسنا الآن في وارد قراءة كتاب الصليبي, لذلك سنكتفي بالقول أن ظهوره كان حافزاً, بل ملهماً, للكثير من الباحثين, فظهرت العديد من لمؤلفات والدراسات التي قدّمت الأدلة والشواهد المتنوعة, المؤيدة منها والمعارضة, بل قدّم البعض براهين وشواهد ربما كانت أكثر أهميّة من مقولات الصليبي نفسه. ولعل أهم تلك الدراسات وأشهرها, تلك التي كتبها الباحث في علم الأديان المقارن فراس السواح بعنوان (الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم-نظرية كمال الصليبي في ميزان الحقائق الأثرية والتاريخية) استعرض فيها مجموعة من النصوص كان أهمها-حسب قوله- حجر مؤاب واستعان بقراءة المستشرق إسرائيل ولفنسون. أما بخصوص المواقع “التاريخية” فقد خصّص فصلاً نقدياً كاملاً عن جرار وبئر السبع (ص 135) لمناقشة فصل البحث عن جرار من كتاب الصليبي السابق. ويعتقد الصليبي أن بئر السبع لا تعدّ من المواقع التوراتية البارزة ولا ترتبط بأي حدث توراتي هام, وفي المقابل يقوم السواح بتعداد الإصحاحات والآيات التوراتية التي ورد فيها ذكر بئر السبع ( أحصى نحو25 مرة), ومن هذه القراءات تظهر عدم أهمية بئر السبع في سياق المروية التوراتية عن قصص الآباء, غير أنه, أي السواح, أغفل عن ذكر رواية هامة باعتقادنا وهي رواية الإصحاح 12 من سفر التكوين: “14. فَبَكَّرَ ابْرَاهِيمُ صَبَاحا وَاخَذَ خُبْزا وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَاعْطَاهُمَا لِهَاجَرَ وَاضِعا ايَّاهُمَا عَلَى كَتِفِهَا وَالْوَلَدَ وَصَرَفَهَا. فَمَضَتْ وَتَاهَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ.15. وَلَمَّا فَرَغَ الْمَاءُ مِنَ الْقِرْبَةِ طَرَحَتِ الْوَلَدَ تَحْتَ احْدَى الاشْجَارِ16. وَمَضَتْ وَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ بَعِيدا نَحْوَ رَمْيَةِ قَوْسٍ لأنَّهَا قَالَتْ: «لا انْظُرُ مَوْتَ الْوَلَدِ». فَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْ.17. فَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلامِ. وَنَادَى مَلاكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لا تَخَافِي لانَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلامِ حَيْثُ هُوَ.18. قُومِي احْمِلِي الْغُلامَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ لأنِّي سَأجْعَلُهُ امَّةً عَظِيمَةً».19. وَفَتَحَ اللهُ عَيْنَيْهَا فَأبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ فَذَهَبَتْ وَمَلَاتِ الْقِرْبَةَ مَاءً وَسَقَتِ الْغُلامَ.” وبعد هذا القول, أين يمكن العثور على موقع توراتي يضاهي في أهميته بئر السبع كموقع محتمل لبئر إسماعيل التي هي بئر زمزم؟ لا سيّما ما لهذا الموقع من أهمية دينية فائقة -عند المسلمين- لارتباطه بالحج من خلال شعيرة السعي بين الصفا والمروة كتقليد يتبعه المسلمون باعتباره المكان الذي سعت فيه هاجر وهي تبحث عن ماء لتسقي ابنها. وتتفق الرواية الإسلامية مع الرواية اليهودية في حادثة طرد هاجر وإسماعيل بطلب من سارة, غير أن الإشكالية تكمن في تحديد المكان الذي قصده إبراهيم لإسكان هاجر وابنها, فهل هو بئر السبع أم مكّة؟ لا حلّ لهذا التناقض في الروايتين رغم قبول البحوث الإسلامية بالرواية التوراتية في تحديد فلسطين كمكان لمسرح الحدث التوراتي. وفي الحقيقة يتهرب الباحثون الإسلاميون من مناقشة هذه الإشكالية, أي التناقض الذي أظهرته دراسة الصليبي فيما يتعلق بالمكان الحقيقي الأكثر احتمالاً لقصص العهد القديم, بل يهاجمون مقولة الصليبي بشراسة دون تقديم بديل علمي مقبول منطقياً.

[2] تاريخ الرسل و الملوك لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري, تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم, دار المعارف مصر, الطبعة الثانية, ج 1, ص 208

[3] تاريخ الطبري/ مرجع سابق, , ج2, ص 254

[4] فرج الله صالح ديب, اليمن و أنبياء التوراة, رياض الريس للكتب و النشر, 2012و ص 70

عن خالد أيوب

كاتب ومؤرخ فلسطيني

شاهد أيضاً

شذرات من الذاكرة (1): صبرا وشاتيلا

رائحة الموت ما زالت ترافقني ما بين نهاية آب\ أغسطس ومنتصف أيلول\ سبتمبر (من العام …

تعليق واحد

  1. مقال جميل ورائع ومتميز.. فيه كم كبير من المعلومات..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *